إنّ الحديث عن العذراء يقودنا تحليقًا بالروح حول تلك البقعة التي تجلّى لنا فيها الحبّ بشكلٍ يفوق كلّ تصوُّر .. إنّها تأخذنا إلى مَوَاطِن الحنين القصوى، إلى البقعة العَبِقَة بالسرّ، إلى تلك القرية التي نترك على أعتابها كلّ مرتكزات ذواتنا، كل زيفنا، كلّ أقنعتنا، كلّ ما توهّمنا أن يضيف إلينا، أو يُجَمِّلنا في أعين الآخرين. هناك في تلك الغرفة الصغيرة، في ناصرة الجليل، حيث فَجْر البُشْرَى يلوح، والكلمات تطفر من فم الملاك لتهنأ بين ضلوع مريم الفتاة وقلبها الخافق بحبٍّ نادرٍ.الإنسان جلّ ما يملك، أعني قلبك. إنّها أشبه بالصندوق الأسود الذي يحمل سرّ الإنسان ولا يضطلع عليها إلاّ هذا الإنسان.
اقرأ المزيد