أمام ذاك البحر المترامي الأطراف الذي يحتك بالأفق ويصبغه بزرقته الداكنة جَلَسَ رجلٌ بدت عليه أمارات التعب، وتصببت من جبهته قطرات العرق الكثيف. خلع عنه عباءته الفضفاضة بالرغم من حملات الهواء المطردة التي تحملها الأمواج على أكتافها البيضاء. كان الجو ساخنًا، والرطوبة متزايدة في هذا اليوم. كانت جلسته تنم عن إنهاكٍ فقد دقّت مطرقة الإجهاد على جسده الوهِن ولم تترك بقعةً فيه إلاّ وختمتها بالألم.
اقرأ المزيد