ها صوته يخاطبك:
استمع لي يا ابني،
راقب قلبك
ترصّد أفكاره
استمع إلى رغباته
وانصت إلى آماله
اجلس على اعتابه
لا تدع أفكاره تعبر من دون مُسَاءَلة
فمن هناك تولد الشرور
وتولد الخيرات
على أعتاب قلبك يبيت الإثم أو البر
قلبك مرآة نفسك
منه تُعرف طرقك
وتُعرف وجهة رحالك
إن تغربت عنه
خرب
وخربت نفسك
صار غابة موحشة
في ليل دائم
ترعى فيه الضباع المفترسة
التي لا تشفق على حملان الحبّ الوليدة
تُسمع فيه أصوات الثعالب
نباحٌ وصياحٌ وزمجرةٌ
تهدر كرمة الإيمان وتفسد فسادًا
وإن راقبت قلبك
وجعلت عليه حراسةً
صار مرعىً خصبًا
هناك تقيم مذبحًا للربّ
لتقديم الذبائح العقليّة
رائحة بخور
ونسمات من رضى لدى القدير
إن راقبت قلبك
صار في شروق دائم
تطهَّر بضياء الحمل
وفاحت رائحة الحياة
رائحة ذكية من سكنى الثالوث